الأدبية فليس لك أن تعترض على قرآن المسلمين بل عليك أن تؤول الستة أيام المذكورة بستة دهور على طول افتراضاتك الخيالية فإن القرآن لا يأبى ذلك لأنه قد قدر بعض الأيام بمقدار دهري كمقدار ألف سنة وخمسين ألف سنة..
نعم إن التوراة الموجودة لا تساعد صراحتها على هذا التأويل فإنها تصرح في أولها من العدد الثالث إلى الحادي والثلاثين بأن اليوم من هذه الأيام الستة كان عبارة عن صباح ومساء ونور نهار وظلمة ليل.
التأويلات الموهومة ومن الظرائف في هذا المقام أن جماعة ممن يتمجد بالروحانية المسيحية قد أشربوا في قلوبهم المذهب السديمي وافتراضاته ومذهب تحول الأنواع وافتراضاته ولأجل ذلك ارتبكوا في أمر الستة أيام في الأعداد المذكورة في التوراة فرأيت جرجي زيدان في صفحة 3 من كتابه عجائب المخلوقات يؤيد تأويلها بستة دهور ويذكر الاتفاق عليه ممن أسس آراءه على العلم الطبيعي وأنه نال الاستحسان عند عقلاء النصرانية في أنحاء العالم المتمدن.
وهذا كله منهم يكون رغما على صراحة التوراة التي لا تقبل التأويل.. ورأيت في الكتاب المسمى (من أين جئنا) العربي المطبوع سنة 1912 والمكتوب عليه أن أصله تأليف الخوري (مورو) وعربه الخوري (لويس دريان) وأهداه إلى الذي طلب منه تعريبه وهو المطران بطرس شبلي رئيس أساقفة بيروت ما نصه في الصفحة 134 (لم يخطر على بال الكنيسة أن تحدد بنوع من الأنواع تاريخ وجود الانسان وحالة الانسانية وقد يعترض بقول التوراة (1) ولكن التوراة لا تدل على شئ من