ألم تسمع من الذين تتبع آراءهم أنهم يكتبون ويقولون إن الشمس والكواكب والأرض قد حدثت بتقلب الأحوال وهي خاضعة لسلطان الانحلال والعدم متى ما انتهى أمدها واستعدادها المقدر لها.
رمزي: إن الحدوث والانعدام والصغير والكبر لا يكون بحدوث المادة وانعدامها بل إنما يكون بتجمع المادة وتفرقها بحسب حركتها في التقلب بالصور.
عمانوئيل: لا تليق هذه الدعوى إلا من أزلي أبدي يحيط علمه بكل شئ في العالم بأجمعه في جميع الأحوال والأزمان. من أين لك أن كل جزء يوجد في الحيوان والنبات هو مادة قديمة أزلية تحولت صورتها إلى الحيوان أو النبات.
ومن أين لك أن كل جزء ينعدم منهما هو مادة باقية أبدية تحولت صورتها إلى غيرهما.
هل يدلك الحس على ذلك في جميع الحوادث؟ أو لأنك تقول إني لا أقدر على إحداث المادة وإعدامها ولا أقدر على إحداث أرض ولا على إعدامها ولا أقدر على إحداث مدفع ضخم بمادته وصورته ولا أقدر على إعدامه بمادته وصورته؟؟
مهما ركنت لقول فلان وفلان ومهما أصغيت إلى المسموعات فإن الاكتشافات الجديدة تنادي بحدوث المادة وانعدامها.
ألم تسمع الخطباء يخطبون والكتاب يكتبون أن الراديوم يتحول إلى القوة ولا يزال هذا التحول يبعث في الفضاء كهربائيته وحرارته ونوره حتى قدروا أن الغرام منه يتحول نصفه في ألف وخمسمائة سنة تحويلا تاما ووجدوا أن غازه إذا وضع في قارورة مسدودة ينعدم بعد مدة ثم يحدث بدلا عنه غاز الهليوم. هذه اكتشافات الذين لا زلت تخضع لآرائهم وتستعبدك كلماتهم مع أنهم وجدوا أن الراديوم أبطأ العناصر انحلالا ولكن لأنهم وجدوا أنه ينحل إلى حركة وحرارة ونور لم يستطيعوا أن يقولوا: إن