عمانوئيل: لا أطالبك بالاكتشافات الجديدة في العلم ولا بحجة العمل ولكن قل لي كيف أذعنت بوجود الصور النوعية وإبداعها بعد عدمها ولماذا لا تذعن بإبداع المادة.
رمزي: حدوث الصور النوعية ليس إبداعا بل إن الصور ناشئة من المادة لأن الصورة لا تكون بلا مادة.
عمانوئيل: هل تقدر أن تفسر لي كلامك هذا. فماذا تقول وماذا تريد بقولك هذا؟
رمزي: ما علي إذا قلت إن المادة تتحول وتصير صورة وهذه هي السنة في الصورة فإنها لا تكون إلا من تحول المادة.
عمانوئيل: لا أحمل كلامك هذا على عاتق أهل العلم.
ولكن لك أقول يلزمك على كلامك هذا أن تقول بانعدام المادة شيئا فشيئا بسبب تحولها إلى الصور إلى أن ينتهي الحال إلى انعدامها بالمرة.
والذي ينعدم ولو تدريجا ولو بالتحول لا يكون أزليا فإن الأزلي عند أهل العلم لا بد من أن يكون أبديا، وما ليس أزليا لا بد له من علة تعلله وموجد يبدعه.
وأما قولك إن الصورة لا تكون إلا من تحولها من المادة فإنك قلته وكأنك لا تدري بأن المادة لا تكون في الوجود بلا صورة.
فماذا تقول في أول صورة كانت للمادة فقل لنا هذه الصورة الأولية المقارنة للمادة في الوجود واللازمة لها من أين تحولت؟؟
رمزي: إن الصورة لا تكون بلا مادة فلا يكون حدوثها إبداعا.
عمانوئيل: الابداع هو إحداث الوجود بعد العدم وهو لا شك في تحققه في الصور النوعية ومن ذا الذي اشترط في معنى الابداع أن يكون عبارة عن إيجاد الشئ منفردا بالوجود غير مرتبط بشئ آخر كارتباط المادة