صحيفة 90 قول الداعي النصراني للداعي اليهودي في مقام العيب للشريعة الموسوية حيث قال لليهودي (وأما مشرعكم موسى قال عين بعين وسن بسن).
عمانوئيل: سامحني أيها الدكتور فإني لم أقل إن الماديين عابوا شريعة موسى لكي تعارضني بهذا الكلام المخجل ولنرجع إلى سياق كلامنا فإن الكاتبين في هذا القرن قد ذكروا مما وجده في كتب الذين هم قبل المسيح من البراهمة والبوذيين وأمم الغرب وأمريكا القديمة. ومما وجدوه من الآثار وأوضحوا أن كل ما هو عند المسيحيين من حكايات التثليث والأقانيم وتجسد الإله وولادته من عذراء بالروح القدس.
وكل ما ذكرته الأناجيل في شأن الحبل بعيسى وولادته وكراماته وأحواله وتجربة الشيطان له ومحبوبه يوحنا وصلبه وقيامه من الموت وسر الفداء والتخليص قد أخذ حرفيا مما يذكره البراهمة والبوذيون وأمم الغرب في اللاهوت والبشر الذين يألهونهم وقد أحصى ذلك (كتاب العقائد الوثنية) لمحمد طاهر التنير ونص على مصادر نقله من ستة وأربعين كتابا مما عثر عليه من الكتب المطبوعة وهذا التوافق الكلي في الجزئيات والخصوصيات من العجيب المدهش ومما لا تسمح به الصدفة بل إنه يستلفت الانسان إلى أمر كبير لا يمكن أن نقول فيه إن السابقين حلموا في القديم بما يحدث في المستقبل البعيد من الحقائق فجعلوها جعلا في وثنيتهم القديمة..
أما الشرايع الإلهية فلا بد أن تتوافق إذا لم يحدث في زمان الرسالة اللاحقة ما يغير وجه المصلحة في الحكم وكذا غير الإلهية من الشرايع فقد توفق الصدفة بين بعض أحكامها ولا عجب في ذلك.