بدعاويهم الموهونة أن يعارضوا أتقن تاريخ ونسب عند العرب. تاريخ ونسب جريا على أتقن طريقة وأوضح حقيقة تكون في فلسفة التاريخ وفلسفة النسب.
الشيخ. الحال في بناء الكعبة ونسب الإسماعيليين أوضح من أن يحتاج إلى هذا التطويل وأجل من أن تمس حقيقته أوهام التعصب وبواعث الأغراض..
فلنرجع إلى طرد كلامنا الأول وقد ذكرنا قوله تعالى في سورة الحج: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود) وقال بعد ذلك جل اسمه في الآية 27 (وأذن في الناس بالحج، وهو قصد البيت لأجل طاعة الله وعبادته على ما شرعه (يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا) ويحضروا (منافع لهم) وما جعل سببا مقتضيا لانتفاعهم به في الدين والدنيا فينتفعون به إذا لم يحل دون النفع حائل من جناية الانسان والوقت. ومن ذلك أن الحج يكون فيه لصلاح الانسانية مؤتمر عام متبادل في كل سنة لم يوكل أمره إلى فكر المندوب وحال انتخابه يتجرد فيه أعضاءه لمدافعة الشخصيات وأسباب الغوايات وللتوصل بالاتحاد في الهيئة والأحوال وجهاد النفس إلى تحقيق الاتحاد المعنوي الاجتماعي والسير في شؤونه على حقيقتها.
في حال تذكرهم ضعف الضعيف وحاجة المحتاج وعناء القيود على من لا يجد سبيلا إلى دفعها.
في حال تنازلوا فيها عن رسوم الكبرياء وامتيازات الجبروت والثروة والرياسة.
في حال كونهم في قيد المحكومية والمسؤولية لقادر قاهر عادل.
في حال تمثل لكل واحد من كل شأن من شؤونه وشؤون غيره وفي كل آن أبلغ خطيب وأصدق واعظ ناصح لا يخطئ ولا يتساهل بل ترى