الاختياري لشرف الأصل وكرم النسب المعلوم. وبما هو دون هذا المقدار أخذت الأمم أنسابها بالقطع واليقين وماذا تنفع الكتابات بالأقلام المتحركة بأسباب مختلفة وأوقات غير مرصودة ولا معلومة.
أفلا يكفينا من ذلك في العبرة ما وقع من الاختلاف المدهش في نسب المسيح فيما بين الفصل الأول من إنجيل متى وبين الفصل الثالث من إنجيل لوقا.
ودع عنك مخالفة الفصلين المذكورين مع سفر الأيام الأول في أنسابه ودع عنك اضطراب كتب العهد القديم واختلافها في الأنساب ودع عنك أن إنجيل لوقا والتوراة السبعينية واليونانية قد زادت على التوراة العبرانية (قينان) بين أرفكشاد وشالح (1).
أنظر إلى هذه الاختلافات الباهضة التي تحير فيها المحققون واعترفوا بخللها وإن تكلف في أمرها بعض الناس فجاء في ذلك بما يشبه أضغاث الأحلام ويزيد في الطين بلة فانظر أقلا إلى الجزء الأول من كتاب الهدى من الصحيفة 205 إلى 214 وإلى الجزء الثاني من الصحيفة 23 إلى 50 وانظر أيضا إلى الفصل الثالث من الباب الأول من كتاب إظهار الحق (2) وكذا المقصد الأول والثاني والثالث من الباب الثاني منه فإنك ترى العجب من خلل العهدين في التاريخ والنسب والأسماء فيا للعجب من بعض أصحابنا ومنهم هاشم العربي والغريب ابن العجيب إذ يحاولون