أو ببطء بحسب ما لأسباب التغيير من القوة أو الضعف.
الشيخ: إذا حررت فكرك وأمعنت النظر لم تجد الخلق إلا نتيجة من أمور.
(منها) حسن التفكير والاسترشاد بالعقل وتعاليم الهدى بحيث يكون وقوف التصور على العمل الصالح والترك الصالح بسبب الاذعان بحسنه واستجابة للترجيح بالإرادة.
وبالنظر إلى غلبة ذلك في نوع من الأفعال والتروك يسمى خلقا خاصا كالسخاء والحلم والرحمة والعفة. وبالنظر إلى نوع الصالحات من الأفعال والتروك يكون كمالا وتقوى.
(ومنها) التساهل في التفكير وذلك بأن يترك وجهة تصوره منصرفة نحو فعل أو ترك فيه ملائمة للحالة الجسدية ولا يعطي التصور حقه في التوجه إلى ما في ذلك الفعل أو الترك من المضار العقلية الجسدية ولا إلى ما هو الصالح الأهم من المصالح العقلية أو من المصالح الجسدية.
بل يسترسل بوجهة تفكيره للنزعة الجسدية الحمقاء أو لقرين السوء أو لغير ذلك من الجهات ويقف عند ذلك ويعرض بوجهة تفكيره وتصوره عن حقيقة تمثلها الفطرة لتصوره في كل حين.
ألا وهي الموازنة بين المصالح والمفاسد لأخذ النتيجة للعمل.
وبالنظر إلى غلبة ذلك في نوع من الأفعال أو التروك يسمى خلقا خاصا كالبخل والحدة الحمقاء والقسوة والفجور ونحو ذلك وبالنظر إلى نوع الأعمال السيئة يكون تمردا وسقوطا.
لكن مهما يكن من ذلك فإنك تجد أن تفكير الانسان وإرادته واختياره لم يسيطر عليها مسيطر طبيعي أو عادي لازم. فكم ترى من الأفعال أو التروك ما يقع بالاختيار ونتيجة نوع من التفكير على خلاف مقتضى الأخلاق.