جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ٢٥
المنطق (شرطا) لشئ، فضلا عن الإمامة!
إلا أنه يحتوي على فضيلة هذه العناوين كلها بأعظم شكل، إذ أنه يعد في قاموس النهضات (بطولة) وفي وجدان الشعوب (تضحية) وفي روح الدين (فداءا) وعلى صفحات التاريخ (خلودا) ويكون قاعدة لإصلاحات كبيرة، وبارودا لانفجارات مهيبة، بعيدة أو قريبة، كما كانت نهضة الإمام الحسين الشهيد عليه السلام. (1) وأخيرا: فإن من الممكن نفي اشتراط الإمامة ب‍ (الخروج بالسيف) خاصة، على أساس المفهوم من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم دالا على إمامة الحسن والحسين عليهما السلام - بقوله:
(ابناي هذان إمامان، قاما أو قعدا). (2) فإن القيام لو كان شرطا للإمامة، والقعود لو كان منافيا لها، لما كان - حتى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم - أن يثبتها للحسنين عليهما السلام مع فرض القعود!.
ثم إن الحسنين عليهما السلام، قد استجمعا هذا الشرط، فقاما وناضلا، فما هو المبرر لفرض القعود في حقهما؟ وإبراز إمامتهما مع القعود؟ فليس من الحكمة إظهار هذا المعنى، لو كان حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم موجها إليهما بالخصوص.
إلا أن من الواضح أن المراد تعميم الحكم المذكور على الإمامة نفسها، باعتبارها واقعا واحدا، وعلى الأئمة جميعهم، باعتبارهم قائمين بأمر بعينه.
والمفهوم من الحديث: أن الإمامة إذا ثبتت حسب الموازين المتفق عليها، التي أهمها النص، فإن القيام بالأمر والقعود، متساويان.

(١) تحدثنا عن ذلك في رسالة (ذكرى عاشوراء والاستلهام من معطياتها فقهيا وأدبيا). ولا تزال مخطوطة.
(٣) حديث متفق عليه بين المسلمين: صرح بذلك الشيخ المفيد في النكت (ص ٤٨) الفقرة (٨٢) ورواه الصدوق في علل الشرائع (١: ٢١١) عن الحسن عليه السلام، والخزاز في كفاية الأثر (ص ١١٧) من حديث أبي أيوب الأنصاري، والمفيد في الإرشاد (ص ٢٢٠) وابن شهرآشوب في المناقب (3: 394) وقال: أجمع عليه أهل القبلة، ورواه مجد الدين في التحف (ص 22) وأرسله في حاشية شرح الأزهار (4: 522) نقلا عن كتاب الرياض، ورواه الناصر في ينابيع النصيحة (ص 237) وقال: لا شبهة في كون هذا الخبر مما تلقته الأمة بالقبول وبلغ حد التواتر فصح الاحتجاج به.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست