تسمعون النداء من الله بعيبها وتصغيرها حيث قال: * (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور * سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) * (1).
وقال: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون) * (2).
فاتقوا الله عباد الله، وتفكروا واعملوا لما خلقتم له، فإن الله لم يخلقكم عبثا ولم يترككم سدى، قد عرفكم نفسه وبعث إليكم رسوله وأنزل عليكم كتابه، فيه حلاله وحرامه وحججه وأمثاله.
فاتقوا الله فقد احتج عليكم ربكم فقال: * (ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين) * (3) فهذه حجة عليكم فاتقوا الله ما استطعتم فإنه لا قوة إلا بالله ولا تكلان إلا عليه، وصلى الله على محمد [نبيه] وآله (4).
إن الأبعاد الأخرى التي أنتجتها سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام في الزهد والعبادة، هي 1 - اعتراف علماء البلاط بفضل أهل البيت عليهم السلام.
على الرغم من أن الحكام يحاولون التغطية على فضائل المعارضين لهم ولا سيما آل أمية الذين ضربوا الأرقام القياسية في هذه الخصلة الذميمة، بإعلان السب لأهل البيت على المنابر، وإيعازهم إلى وعاظ السلاطين بوضع الحديث في قدحهم وذمهم،