جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ١١١
ثالثا: في الشريعة والأحكام.
يتميز الإمام في نظر الشيعة، بأنه ليس وليا للأمر، وحاكما على البلاد والعباد فحسب، بل هو مصدر لتشريع الأحكام أيضا، باعتبار معرفته التامة بالشريعة وارتباطه الوثيق بمصادرها.
والانحراف الذي حصل عن أئمة أهل البيت عليهم السلام لم يكن في جانب حكمهم وولايتهم فقط، بل الأضر من ذلك هو الانحراف عن أحكام الشريعة التي كانوا يحملونها!
والحكام الذين استولوا على أريكة الخلافة بأشكال من التدابير السياسية حتى بلغ أمرها أن صارت (ملكا عضوضا) كانوا يدركون أن أئمة أهل البيت عليهم السلام هم أولى منهم في كلا جانبي الحكم والولاية، وكذلك في جانب الفقه والعلم بالشريعة.
وكما أزووا أئمة أهل البيت عن الحكم والولاية على الناس، حاولوا أيضا - إزواءهم عن الفقه وإبعاد الناس عنهم، وذلك باختلاق مذاهب فقهية روجوها بين الناس، وعارضوا الأحكام التي صدرت من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وحاربوا فقهاءهم بشتى الأساليب، فكان من أعظم اهتمامات الأئمة وأتباعهم هو إرشاد الناس إلى هذا المعين الصافي للشريعة الإسلامية كي ينتهلوا منه.
وقد كان اهتمام الإمام السجاد عليه السلام بليغا بهذا الأمر، حيث كان يعيش بدايات الانحراف!
ولقد دعا الإمام عليه السلام إلى فقه أهل البيت عليهم السلام لكونه أصفى المناهل وأعذبها، وأقربها من معين القرآن الكريم، وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (فأهل البيت أدرى بما في البيت).
ففي كلام له يشرح اختلاف الأمة، يقول:
وكيف بهم؟
وقد خالفوا الآمرين، وسبقهم زمان الهادين، ووكلوا إلى أنفسهم، يتنسكون في الضلالات في دياجير الظلمات
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»
الفهرست