للنقاش، في هذا الوقت، إذ لا يترتب عليها نفع للإسلام والمسلمين، لمضي زمانها، وإنما المضر - الآن - هو ولاية بني أمية، التي لا بد أن تميز عن ولاية الشيخين! مهما كانت استمرارا لها ولقد كشف الإمام السجاد عليه السلام عن أقنعة مثيري هذه الفتنة، وفضحهم، حيث قال لهم: قوموا عني، لا قرب الله دوركم، فإنكم متسترون بالإسلام، ولستم من أهله (1).
فقد أعلن أن مثيري القضية بشكلها الغوغائي ليسوا إلا من المبعوثين من قبل بني أمية وعيونهم، ممن لا ينتمون إلى الإسلام إلا ظاهريا، وبالاسم فقط، وإنما يريدون بإثارة هذه القضية، وحملها على أهل البيت، هدم الإسلام، المتمثل - يومذاك - بشخص الإمام السجاد عليه السلام وشيعته.
والإمام السجاد عليه السلام إنما يهدف إلى تجديد بناء الإسلام الذي هزهز بنو أمية قواعده وأركانه.
وتربية الكوادر الذين أشرفوا على الانقراض على يد جلاوزة بني أمية حكام الشام.
وإرساء قواعد التشيع التي أشرفت على الانهيار، بعد فجيعة كربلاء.
وإحياء الأمل في النفوس التي صدمتها الحوادث المتعاقبة وزرعت فيها اليأس والخوف.
فما كان من المصلحة - أصلا - الإجابة على مثل تلك الأسئلة المثارة وقد كان مثيروها لا يمتون إلى الإسلام بصلة، وإنما هم متقنعون باسمه - لتمرير أهدافهم - بتقديم هذه الأسئلة، وإثارة قضايا الخلاف في الخلافة، التي يريد العدو أن يستغلها بأية صورة.
فالإجابة الصحيحة، إذا كانت مخالفة لرأي العامة الغوغاء، فإنها تثيرهم، فينثالون على البقية الباقية من المؤمنين بخط أهل البيت عليهم السلام فيبيدونهم عن بكرة أبيهم، فلا يبقى منهم نافخ نار، ولا طالب ثار.
وكل ذلك من أجل قضية لا أثر لإثارتها هذا اليوم، ولا دخل لها في القضايا