جهاد الإمام السجاد (ع) - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ٦٧
فعنده نحتسب ما أصابنا، فإنه عزيز ذو انتقام (1).
ولم تذكر المصادر شيئا عن رجالات المدينة المعروفين، إلا أن صوحان بن صعصعة بن صوحان قام فاعتذر إليه، فترحم الإمام على أبيه!
والظاهر أن رجال المدينة اكتفوا في مواجهة الإمام السجاد عليه السلام بالعواطف الحارة فقط، وأنهم لم يتجاوزوا ذلك، إذ لم يجدوا مبررا في التورط مع الحكومة، ولو بعد قتل الحسين عليه السلام بهذه الصورة التي شرحها لهم الإمام السجاد عليه السلام.
ويظهر من البيان الذي أصدره أهل المدينة عند تحركهم ضد يزيد وحكومته أنهم قبل ذلك لم يعرفوا من يزيد ما ينكر من فعل أو ترك، حتى وفدوا عليه، وحضروا بلاطه، ورأوا بأم أعينهم ما رأوا، فرجعوا، وثاروا عليه.
وقد جاء في إعلانهم الأول ما نصه: (إنا قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر، ويدع الصلاة، ويعزف بالطنابير، وتضرب عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسامر الخراب، والفتيان، وإنا نشهدكم أنا قد خلعناه).
وأتوا عبد الله بن الغسيل، فبايعوه وولوه عليهم (2).
فليس في بيانهم ذكر الحسين عليه السلام، ولا الظلم الذي جرى على أهل البيت عليهم السلام وأما الذي ذكروه من يزيد وإلحاده وفسقه وفجوره، فقد أعلنه الإمام الحسين عليه السلام قبل سنين في كتابه إلى معاوية (3).
فأين كان أهل المدينة يومذاك؟!
ولماذا لم يتحركوا من أجله حينذاك؟
ثم إن من يحركه شرب الخمر، والفسق، والفجور، لماذا لا يتحرك من أجل قتل الحسين عليه السلام والفجائع التي صبت على أهل البيت عليهم السلام، والتي أدى علي بن الحسين عليهم السلام حق بلاغها في خطبته تلك؟

(١) اللهوف لابن طاوس (ص ٤ - ٨٥) وانظر كامل الزيارات (ص 100).
(2) أيام العرب في الإسلام (ص 420) وانظر تاريخ الطبري (4: 368) ولاحظ طبقات ابن سعد (5: 47) (3) الاحتجاج للطبرسي (7 - 298).
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست