الحقيقة قبل أربعة عشر قرنا، عبر الأحاديث التي اتفق عليها الفريقان، ولهذا السبب سمى المسلمين المعاصرين له أصحابا، والمسلمين الملتزمين في آخر الزمان إخوانا (1)، ونص على أن أجر المسلم الثابت المستقيم يومئذ يعادل أجر خمسين من المسلمين المعاصرين له! وقال في جواب من استوضحه في هذا الصدد: لم تصبروا صبرهم (2).
عندما لا يستطيع ورثة الثورة الإسلامية هذا اليوم - مع ما هم عليه من النضج والوعي الإسلامي - أن يتخذوا القرار اللازم بشأن مستقبل القيادة بدون توجيه القائد الكبير للثورة فماذا ننتظر من ورثة الثورة الإسلامية قبل أربعة عشر قرنا، ومن أناس لم يبتعدوا عن الجاهلية القديمة كثيرا، ولم تتطهر نفوسهم من رواسب الشرك، وقد قسمتهم عصبياتهم الجاهلية إلى مهاجرين وأنصار، وقريشيين وغير قريشيين، ومكيين ومدنيين؟
وكيف ننتظر منهم أن يتخذوا القرار الصائب بشأن مستقبل القيادة بلا توجيه من الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)؟ وأي قرار؟ إنه القرار الذي يضمن أهداف الثورة. ألا يعني تركهم وشأنهم خطرا على الثورة؟ ألم يشعر النبي (صلى الله عليه وآله) بالخطر على مستقبل المسلمين إذا تركهم بلا منهاج واضح، وهو الذي كان يعرف - منذ قرون - مستوى النضج والوعي الإسلامي لأتباعه في المستقبل، ويسميهم إخوانه، ويرى أن تضحيات أصحابه قليلة إذا قيست بنضجهم؟