قسيهم، شاهرون سلاحهم، فناديت بأعلى صوتي: يا شجر، يا مدر، يا ثرى، محمد رسول الله يقرؤكم السلام! فلم يبق شجر ولا مدر ولا ثرى إلا ارتج بصوت واحد: وعلى محمد رسول الله السلام، وعليك السلام! فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم، فوقع السلاح من أيديهم وأقبلوا إلي مسرعين، فأصلحت بينهم، وانصرفت عنهم). انتهى.
ويظهر أن هذه المعجزة كانت في مهمة سابقة لعلي في اليمن.. أما هذه فكانت آخر مهماته لتكميل فتح المناطق النائية منها.. وسرعان ما وصلت رسائله بالنصر المتتابع إلى النبي صلى الله عليه وآله، ففرح بذلك النبي وفرحت فاطمة.. وأرسل إلى علي أن يوافيه إلى مكة لحجة الوداع.
كانت الزهراء عليها السلام تعيش مع ربها العظيم وهي قاصدة حج بيته الحرام وتنعم مع أولادها في ظل أبيها سيد الأنبياء وسيد الآباء، وتنتظر أن توافي بعلها الفريد عليا عندما تصل إلى مكة، حيث سيعود منتصرا من مهمته الرسولية في اليمن..
لكنها ما زالت تفكر في مؤامرات قريش على علي، وحسدها لأهل بيت النبي، وغيظ ها كيف أعطى الله آل محمد.. ولم يعطها؟!
وما زالت فاطمة تذكر أن قريشا واليهود أفرطوا في حسدهم لمحمد وآل محمد وبني هاشم، حتى أنزل فيها قوله: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت، ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا! أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا. أم لهم نصيب من الملك، فإذا لا يؤتون الناس نقيرا. أم يحسدون الناس على