لأن رواية هذا الشرط في غير مصلحة الذين اغتنموا انشغال بني هاشم بجنازة النبي وسرقوا الأمر من أهله!
وبهذا تعرف الهدف من الروايات المدبجة التي حرفت الحديث من كونه شرطا نبويا على المسلمين وحولته إلى أمر نبوي للمسلمين بطاعة كل حاكم! كالتي رواها أحمد في مسنده: 5 / 321: (عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله: عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك، ولا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أنه لك). انتهى.
ولا يتسع المجال لتحليل هذا الشرط النبوي البليغ، الذي بدأ به النبي مبكرا فاشترطه بأمر ربه على الأنصار، ثم اشترطه على المهاجرين.. وعمق دلالاته على الخطة الإلهية لمستقبل الاسلام، وترتيب الإمامة بعد النبوة.
5 - حديث الدار... وأندر عشيرتك الأقربين حديث الدار معروف، فهو مرتبط في مصادر التفسير والسيرة بتفسير قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، حيث دل نص الآية على أن الله تعالى أمر رسوله في المرحلة الأولى أن يدعو بني هاشم فقط!
فماذا فعل النبي صلى الله عليه وآله في هذه المرحلة؟ وهل استمرت مدتها شهورا، أو سنين، حتى نزل الأمر بتوسيع نطاق الدعوة لعموم الناس؟
وما معنى الأمر الإلهي: أن تكون نبوة الرسول صلى الله عليه وآله أولا لبني هاشم خاصة، وبعدها لقريش والعرب والناس عامة؟
وما معنى أن قريشا اتخذت قرارا بمحاصرة بني هاشم، فالتفوا جميعا حول النبي صلى الله عليه وآله، مؤمنهم وكافرهم، وتحملوا الحصار الشامل الذي