إن تميم بن أسامة بن زهير بن دريد التميمي اعترضه (أي عليا) وهو يخطب على المنبر ويقول: سلوني قبل أن تفقدوني فوالله لو تسألوني عن فئة تضل مأة أو تهدي مأة إلا أنبأتكم بناعقها وسائقها ولو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه ومدخله وجميع شأنه فقال له: فكم في رأسي طاقة شعر؟ فقال له: أما والله إني لأعلم ذلك ولكن أين برهانه لو أخبرتك به ولقد أخبرتك بقيامك وفعالك، وقيل لي إن على كل شعرة من شعر رأسك ملكا يلعنك وشيطانا يستفزك وآية ذلك إن في بيتك سخلا يقتل ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحض على قتله فكان الأمر بموجب ما أخبر به عليه السلام كان ابنه حصين بالصاد المهملة يومئذ طفلا صغيرا يرضع اللبن ثم عاش إلى أن صار على شرطة عبيد الله بن زياد وأخرجه عبيد الله إلى عمر بن سعد يأمره بمناجزة الحسين عليه السلام ويتوعده على لسانه إن أرجا ذلك فقتل عليه السلام صبيحة اليوم الذي ورد فيه الحصين بالرسالة في ليلته (1).
(٦١٩)