كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الآملي) - العلامة الحلي - الصفحة ٥١٨
أفضل، وبه قال في التابعين عطاء ومجاهد وسلمة بن كهيل وهو اختيار البغداديين كافة (1) والشيعة بأجمعهم وأبي عبد الله البصري. وتوقف الجبائيان وقاضي
(١) كذا في جميع النسخ إلا نسخة (م) وكذا في ابتداء شرح ابن أبي الحديد على النهج حيث قال: وقال البغداديون قاطبة قدماؤهم ومؤخروهم كأبي سهل بشر بن المعمر، وأبي موسى عيسى بن صبيح، وأبي عبد الله جعفر بن مبشر، وأبي جعفر الإسكافي، وأبي الحسين الخياط، وأبي القاسم عبد الله بن محمود البلخي وتلامذته: إن عليا عليه السلام أفضل من أبي بكر.. الخ (ص ٣ ط ١ ج ١ الحجري).
وقال في انتهاء شرحه عليه عند قوله عليه السلام: يهلك في رجلان محب مطر وباهت مفتر، ما هذا لفظه (ص ٤٩١ ج ٢ من الطبع الحجري): والحاصل أنا لم نجعل بينه عليه السلام وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا رتبة النبوة وأعطينا كل ما عدا ذلك من الفضل المشترك بينه وبينه - إلى أن قال - والقول بالتفضيل قول قديم قد قال به كثير من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمار والمقداد وأبو ذر وسلمان وجابر بن عبد اللهوأبي بن كعب وحذيفة وبريدة وأبو أيوب وسهل بن حنيفوعثمان بن حنيفوأبو الهيثم بن التيهانوخزيمة بن ثابتوأبو الطفيلعامر بن واثلةوالعباس بن عبد المطلب وبنوه وبنو هاشم كافة وبنو المطلب كافة، وكان من بني أمية قوم يقولون بذلك منهم خالد بن سعيد بن العاص ومنهم عمر بن عبد العزيز - إلى أن قال: - فأما من قال بتفضيله على الناس كافة من التابعين فخلق كثير كأويس القرني وزيد بن صوحان وصعصعة أخيه وجندب الخير وعبيدة السلماني وغيرهم ممن لا يحصى كثرة ولم تكن لفظة الشيعة تعرف في ذلك العصر إلا لمن قال بتفضيله ولم تكن مقالة الإمامية ومن نحا نحوها من الطاعنين في إمامة السلف مشهورة حينئذ على هذا النحو من الاشتهار فكان القائلون بالتفضيل هم المسمون الشيعة وجميع ما ورد من الآثار والأخبار في فضل الشيعة وأنهم موعودون بالجنة فهؤلاء هم المعينون به دون غيرهم. قال: ولذلك قال أصحابنا المعتزلة في كتبهم وتصانيفهم نحن الشيعة حقا فهذا القول هو أقرب إلى السلامة وأشبه بالحق من القول المقتسمين طرفي الافراط والتفريط إن شاء الله، إنتهى كلام ابن أبي الحديد.
وفي نسخة (م) وحدها: وهو اختيار البغداديين من المعتزلة كافة.
أقول: ومن المعتقدين بأن عليا أمير المؤمنين عليه السلام أفضل من أبي بكر وغيره، الشيخ العارف مجدود بن آدم السنائي الغزنوي حيث قال في قصيدته النونية في ذلك (ص ١٠٠ من الطبع الحجري من ديوانه):
كار عاقل نيست در دل مهر دلبر داشتن جان نگين مهر مهرشاخ بي برداشتن تا دل عيسى مريم باشد اندربند تو كي روا باشد دل اندر سم هر خر داشتن يوسف مصرى نشسته باتو در هر انجمن زشت باشد چشم را در نقش آذر داشتن احمد مرسل نشسته كي روا دارد خرد دل أسير سيرت بوجهل كافر داشتن بحر پر كشتى است ليكن جمله در گرداب خوف بي سفينة نوح نتوان چشم معبر داشتن گرنجات دين ودل خواهى همى تا چند از أين خويشتن چون دائره بي پا وبى سرداشتن من سلامت خانه نوح نبي بنمايمت تاتوانى خويشتن را أيمن از شرداشتن شومدينه علم را درجوى پس دروى خرام تا كي آخر خويشتن چون حلقه بردر داشتن چون همى دانى كه شهر علم را حيدر دراست خوب نبود جز كه حيدرمير ومهتر داشتن كي رواباشد به ناموس وحيل درراه دين ديو را برمسند قاضى أكبر داشتن من چه گويم توچه دانى مختصر عقلي بود قدرخاك افزون تر از گوگرد احمر داشتن از تو خود چون مى پسندد عقل نابيناى تو پارگين را قابل تسنيم وكوثر داشتن مرمرا باورنكو نايد زروى اعتقاد حق زهرا بردن ودين پيمبر داشتن آن كه اورا برسر حيدر همى خوانى أمير كافرم گرمى تواند كفش قنبر داشتن تا سليمان وارباشد حيدراندر صدر ملك زشت باشد ديورا برتارك أفسر داشتن خضر فرخ پى دليلي را ميان بسته چوكلك جاهلي باشد ستور لنگ رهبر داشتن چون درخت دين بباغ شرع هم حيدر نشاند باغبانى زشت باشد جز كه حيدر داشتن از گذشت مصطفى مجتبى جز مرتضى عالم دين را نيارد كس معمر داشتن هشت بستانرا كجا هرگز توانى يافتن جز به حب حيدر وشبير وشبر داشتن گر همى مؤمن شمارى خويشتن را بايدت مهر زر جعفري بردين جعفر داشتن إلى آخر أبيات القصيدة وهي كثيرة وفي ديوانه مسطورة، وسبب انشائه هذه القصيدة هو أن السلطان سنجر بعد وفاة أبيه ملكشاه كتب اليه وطلب منه معرفة الدين الحق الإلهي فأنشأها وأرسلها اليه وقال فيها مخاطبا له:
از پس سلطان ملكشه چون نمى دارى روا تاج وتخت پادشاهى جزكه سنجر داشتن از پس سلطان دين پس چون روادارى همى جزعلى وعترتش محراب ومنبر داشتن وراجع في ذلك المجلس السادس من مجالس المؤمنين للقاضي السعيد نور الله الشهيد نور الله نفسه ورمسه (ص ٢٩٤ ط الحجري).
ثم إن لهذا المتمسك بذيل ولاية الوصي مذهبا آخر تفرد به وهو أنه لا يقول بذلك التفضيل أبدا ولا يتفوه به قط، وذلك لأن التفضيل شرطه مشاركة الطرفين في صفات الفضيلة وتجانسهما في جميع المقايسات إلا أن أحدهما في تلك الصفات أفضل من الآخر كما ينبئك عن هذه الدقيقة قوله علت كلمته: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض (البقرة ٢٥٤) وقوله: ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض (الإسراء ٢٢) ونحوهما من آيات أخرى، فحيث إن التشارك والتجانس شرط في المقايسة فلا يقاس الخط بالنقطة، ولا السطح بالخط، ولا الجسم بالسطح، ولا النور بالظلمة، ولا العلم بالجهل، ولا الحق بالباطل، ولا المعصوم بغير المعصوم. ولست أدري أي مشاركة بين الوصيأمير المؤمنين علي عليه السلام وبين الثلاثة في العصمة التي اختص هو بها دون غيره من الصحابة؟! وأي مجانسة بينه وبينها في الفضائل القرآنية والحقائق العقلية الملكوتية وقد كان عليه السلام بين الصحابة المعقول بين المحسوس، وعدل النبي إلا درجة النبوة، وما سبقه الأولون إلا بفضل النبوة ولا يدركه الآخرون. وأين الذرة من المجرة، والحصباء من الشعرى، ونار الحباحب من نور البيضاء حتى يتفوه بذلك التفضيل؟! أرأيت هل تجوز التفوه بتفضيل رسول الله صلى الله عليه وآله على أبي بكر بأن تقول: كان هو أفضل من أبي بكر كما تجوز القول بأنه عليه السلام أفضل الأنبياء والمرسلين. وإنما منزلة الذي كان عدله إلا بفضل النبوة، هي هكذا بلا دغدغة ولا مراء. فشرط المناسبة في المقايسة يوجب مقايسته عليه السلام مع سائر الأنبياء وقاطبة الأوصياء والأولياء الكاملين لا مع آحاد الرعية وغاغة الناس، ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وآخى بين الصحابة وقرن كل شخص إلى مماثله في الشرف والفضيلة وآخاه عليه السلام من دون الصحابة. وأنه صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن ينظر إلى آدم في علمه، والى نوح في تقواه، والى إبراهيم في حلمه، والى موسى في هيبته، والى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب، رواه البيهقي عن النبي صلى الله عليه وآله فالوصي عليه السلام كان مساويا للأنبياء المتقدمين.