الخامس: أنه ذو طبقة واحدة هو البحر، وهو ظاهر.
قال: والأرض باردة يابسة ساكنة في الوسط شفافة لها ثلاث طبقات.
أقول: ذكر للأرض أحكاما خمسة:
الأول: أنها باردة لأنها كثيفة، وقد سلف البحث في أنها أبرد العناصر.
الثاني: أنها يابسة، وهو أيضا ظاهر.
الثالث: أنها ساكنة في الوسط، وقد نازع في ذلك جماعة فذهب قوم إلى أنها متحركة إلى السفل، وآخرون إلى العلو، وآخرون بالاستدارة، والحق خلاف ذلك كله وإلا لما وصل الحجر المرمى إليها إن كانت هاوية، ولما نزل الحجر المرمى إلى فوق إن كانت صاعدة، ولما سقط على الاستقامة (1) إن كانت متحركة على الاستدارة.
وقد أشار في هذا الحكم إلى فائدة بقوله: في الوسط، وهو الرد على من زعم أنها ساكنة بسبب عدم تناهيها من جانب السفل لا من حيث الطبع، وبيان بطلان هذا القول ظاهر لأن الأجسام متناهية.
الرابع: أنها شفافة، وقد وقع فيه منازعة بين القوم فذهب جماعة إليه لأنها بسيطة، وذهب آخرون إلى المنع لأنا نشاهد الأرض فإن كانت بسيطة فالمطلوب وإن كانت ممتزجة بغيرها كانت الأرضية عليها أغلب فكانت الشفافية أغلب وليس كذلك، ثم نقضوا كبرى أولئك بالقمر.
الخامس: في طبقاتها وهي ثلاث (2): طبقة هي أرض محضة وهي المركز