غير معلوم بل يجوز أن توجد أفلاك كثيرة إما وراء المحيط أو بين هذه الأفلاك.
وقول بعضهم إن أبعد بعد كل سافل مساو لأقرب قرب العالي باطل، لأن بين أبعد بعد القمر وأقرب قرب عطارد ثخن فلك جوزهر القمر.
قال: والكل بسائط.
أقول: ذهبوا إلى أن الفلك بسيط، لأن كل مركب يتطرق إليه الانحلال والفلك لا يتطرق إليه الانحلال في هذه المدد المتطاولة فيكون بسيطا، وهذا حكم واجب عندهم وممكن عندنا، لأن الأجسام عندنا حادثة يمكن تطرق التغير إليها والانحلال.
قال: خالية من الكيفيات الفعلية والانفعالية ولوازمها.
أقول: هذا حكم آخر للأفلاك وهو أنها غير متصفة بالكيفيات الفعلية أعني الحرارة والبرودة وما ينسب إليهما، ولا الكيفيات الانفعالية أعني الرطوبة واليبوسة وما ينسب إليهما، وغير متصفة بلوازمها أعني الثقل والخفة.
واستدلوا على ذلك بأن الأفلاك (1) لو كانت حارة لكانت في غاية الحرارة،