اللهم إنه لا يصلحني إلا القليل ولا أصلح عليه (1).
كانت راية الأنصار بيده يوم الفتح. وكان النبي استخلفه مرة في السنة الثانية عشرة للهجرة خمس عشرة ليلة، مدة غيبته عن المدينة (2).
كما رأينا، رفض سعد مبايعة أبي بكر. فتركوه " أياما ثم بعث إليه أن أقبل فبايع، فقد بايع الناس وبايع قومك، فقال:
أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل وأخضب سنان رمحي، وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي فلا أفعل. وأيم الله لو أن الجن اجتمعت لكم من الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي " (3).
فلما أتي أبو بكر بذلك، قال عمر: لا تدعه حتى يبايع.
فقال له بشير بن سعد: إنه قد لج وأبى، وليس بمبايعكم حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل معه ولده وأهل بيته وطائفة من عشيرته، فاتركوه فليس تركه بضاركم، إنما هو رجل واحد.
فتركوه وقبلوا مشورة بشير بن سعد، واستنصحوه لما بدا لهم منه، فكان سعد لا يصلي بصلاتهم، ولا يجتمع معهم، ولا يحج ولا يفيض معهم بإفاضتهم.