عبد الحليم محمود) ذهب ثلثاه في كلام عن كتابة الحديث. واسود الثلث الباقي في نقد بعض ما جاء في كتابنا (أضواء على السنة المحمدية) وطعن فينا وفى ديننا - إذ رماني الشيخ المسلم الصوفي (بالفسق) واستشهد على ذلك بآية من كتاب الله العزيز - كبرت كلمة تخرج من فيه - وكان عليه قبل أن يقترف هذا الاثم الكبير أن يذكر الحكمة المعروفة (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة) ففي ذلك خير له. وفى هذا كفاية - ولا نزيد عليه!
ولقد علمت قبل ظهور هذا الكتيب أنه قد اشترك في تأليفه مع هذا الدكتور طائفة من أساتذة جامعة الأزهر! ثم جاء الدكتور نفسه فاعترف بهذه الحقيقة، في كتيبه، حيث قال في الصفحة 12 منه ما يلي: " إن هذا الكتاب إنما هو من ثمار توجيه الدار ومن بركاتها " أي الدار التي أنشأها هو وجماعته لخدمة الحديث (بزعمهم)، وقد جعلوا هذه الدار تحت ظل أحد الوزراء ليستغلوا اسمه في رفع شأنها وقضاء مأربها! وقد كان أول عجب لنا من هذه الجماعة قيامهم لنقد كتابنا الأضواء بعد أن مضى على ظهوره حوالي عشرة أعوام! إذ أنه قد صدر في سنة 1958 وكتيبهم قد طبع في سنة 1967 أي بعد ظهور كتابي بتسع سنين كاملة! فأين كان شيوخنا الاجلاء حينئذ من نقد كتابنا؟ وما سبب قيامهم بعد انقضاء هذا الزمن الطويل؟ لعل هذه الجماعة وهي بطبيعتها أزهرية قد أرادت أن لا يفوتها أداء ما على كل أزهري من نصيب في شتمنا والطعن فينا! فقامت بأداء ما عليها - ولو جاء متأخرا - حتى تبرئ ذمتها، وترضى نزعتها! وإذا كان الامر كذلك فمرحبا!
وبعد ذلك نقول إنه كان لنا أن نستعين بالقضاء على هذا الشيخ لكي يأخذ حقنا منه على ما طعن في ديننا، ولكن منعنا من ذلك ما استفاض بين الناس من أنه قد غرق في بحر التصوف! حتى أثر ذلك على حصاة عقله، وقد بدا ذلك على ما يجرى على لسانه من قول، وما يخطه يمينه في كتاب (1).