والمنزلة بل للحرمان والجفوة اللهم انك تعلم أنى لم أرد الأمرة ولا علو الملك والرياسة وإنما أردت القيام بحدودك والأداء لشرعك ووضع الأمور في مواضعها وتوفير الحقوق على أهلها والمضي على منهاج نبيك وإرشاد الضال إلى أنوار هدايتك وروى عنه " ع " أيضا أنه قال اللهم إني أستعديك على قريس فأنهم أضمروا لرسول الله ضروبا من الشر والغدر فعجزوا عنها وحلت بينهم وبينها فكانت الوجبة بي والدائرة على اللهم أحفظ حسنا وحسينا ولا نمكن فجرة قريش منهما ما دمت حيا فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد.
وروى أنه قال أما والله الذي خلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إلى أن الأمة ستغدر بك من بعدي وقال " ع " قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله أن اجتمعوا عليك فاصنع ما أمرتك وإلا فألصق كلكلك بالأرض فلما تفرقوا عنى جررت على المكروه ذيلي وأغضيت على القذى جفني وألصقت بالأرض كلكلي ومثل هذه الأخبار عنه كثيرة شهيرة وقد بلغت من الكثرة والشهرة بحيث لا يمكن أن تكون بأسرها كذبا بل لابد وأن يصدق شئ منها وأيها صدقت ثبتت فيه الشكاية ممن منعه الخلافة ولا ريب في أن جمهور الصحابة كانوا بين مانع ودافع وأما الذين كانوا معه " ع " فقيل أنهم لم يبلغوا الأربعين حتى روى عنه أنه قال لو وجدت أربعين رجلا لقاتلهم وقيل بل كانوا سبعمائة من أكابر الصحابة كلهم يريد إمامته حامل له على الطلب وهذا ان صح فالمانع له عن الطلب وقتال القوم أما علمه بأنهم لا يثبتون معه حينئذ أو اتقاء الفتنة في زمان عدم استقرار الدين وخشية ارتداد القوم وزوال الإسلام كما روى أن فاطمة " ع " لامته على قعوده وأطالت تعنيفه وهو ساكت حتى أذن المؤذن فلما بلغ إلى قوله أشهد أن محمدا رسول الله قال لها أتحبين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا؟ قالت لا قال فهو ما أقول لك.