له يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت قال ذاك أشعر الأولين والآخرين.
وقال ابن عكرمة الضبي لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان ويقال ان شعره بلغ أكثر من خمسة آلاف بيت.
وقال أبو عبيدة لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم حبهم إلى الناس وأبقى لهم ذكرا.
وقال بعضهم كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر كان خطيب أسد وفقيه الشيعة حافظ القرآن العظيم ثبت الجنان وكان كاتبا حسن الخط وكان نسابة وكان جدلا وهو أول من ناظر في التشيع وكان راميا لم يكن في أسد أرمى منه وكان فارسا شجاعا دينا وكان مشهورا في التشيع مجاهدا في ذلك وقصائد الهاشميات من جيد شعره.
وحدث محمد النوفلي قال لما قال الكميت الشعر كان أول ما قال الهاشميات فسرها ثم أتى الفرزدق فقال له يا أبا فراس إنك شيخ مضر وشاعرها وقد نفث على لساني فقلت شعرا فأحببت ان أعرضه عليك فان كان حسنا أمرتني بإذاعته وان كان قبيحا أمرتني بستره وكنت أول من ستره على. قال اما عقلك فحسن وإني لأرجو ان يكون شعرك على قدر عقلك فأنشده:
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب قال ففيم تطرب يا بن أخي فقلت:
ولا لعبا منى وذو الشيب يلعب قال بلى يا بن أخي فالعب فإنك في أوان اللعب فقلت:
ولم تلهني دار ولا رسم منزل * ولم يتطربني بنان مخضب قال وما يطربك يا بن أخي فقلت:
ولا انا ممن يزجر الطير همه * أصاح غراب أم تعرض ثعلب فقال أجل لا تتطير فقلت: