يمكر بك الذين كفروا) الآية وأمره بالهجرة فدعا عليا " ع " لوقته فأخبره بما أوحى إليه وما أمره به وانه أمرني ان آمرك بالمبيت على فراشي أو على مضجعي لتخفى بمبيتك عليهم أمرى فما أنت قائل وصانع فقال على " ع " أو تسلم بمبيتي هناك يا نبي الله قال نعم فتبسم على ضاحكا وأهوى إلى الأرض ساجدا شكرا لما أنبأه به رسول الله صلى الله عليه وآله من سلامته فكان " ع " أول من سجد لله شكرا وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ورفع رأسه وقال أمض لما أمرت به فداك سمعي وبصرى وسويداء قلبي ومرني بما شئت أكن فيه كمسرتك واقع به بحيث مرادك وما توفيقي إلا بالله قال أخبرك يا علي أن الله يختبر أوليائه على قدر إيمانهم ومنازلهم من دينه فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وقد امتحنك الله يا بن أم في وامتحنني فيك بمثل ما امتحن الله خليله إبراهيم والذبيح إسماعيل (" ع ") فصبرا صبرا فان رحمة الله قريب من المحسنين ثم ضمه النبي إلى صدره وبكى وجدا به وبكى على جزعا لفراق رسول الله واستتبع رسول الله أبا بكر بن أبي قحافة وهند بن أبي هالة وأمرهما ان ينتظراه بمكان عينه لهما من طريقه إلى الغار ولبث رسول الله صلى الله عليه وآله بمكانه يوصى عليا " ع " ويأمره بالصبر وخرج في فحمة العشاء والرصد من قريش قد طافوا بالدار ينتظرون ان ينتصف الليل وتنام الأعين فخرج صلى الله عليه وآله من بينهم وهو يقرأ (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم) الآية ورماهم بقبضة من تراب فما شعروا به ومضى حتى انتهى أي صاحبيه فنهضا معه ووصلوا إلى الغار ورجع هند إلى مكة بما أمره النبي ودخل هو وأبو بكر إلى الغار فلما نامت الأعين أقبل القوم إلى على " ع " قذفا بالحجارة ولا يشكون انه رسول الله حتى إذا برق الفجر وأشفقوا أن يفضحهم الصبح هجموا على على " ع " وكانت دور مكة يومئذ بغير أبواب فلما رآهم على قد انتضوا السيوف وأقبلوا يقدمهم خالد بن الوليد وثب إليه على فختله فهمز يده واخذ سيفه وشد عليهم فأجفلوا فعرفوه
(٤١٠)