عن الثلاثة وقد دخل حديث بعضهم في بعض قالوا كان الله عز وجل يمنع نبيه بعمه أبى طالب فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوؤه مدة حياته فلما مات أبو طالب " ع " قالت قريش من رسول الله بغيتها وأصابته بعظيم من أذى حتى تركته لقى فقال صلى الله عليه وآله ما أسرع ما وجدنا فقدك يا عم وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عم ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر واجتمع بذلك على رسول الله حزنان حتى عرف ذلك فيه.
قلت وسمى تلك السنة عام الحزن قال هند ثم أنطلق ذو الطول والشرف من قريش إلى دار الندوة ليرتأوا ويأتمروا في رسول الله صلى الله عليه وآله وأسروا ذلك بينهم وقالوا نبني له برجا نستودعه فيه فلا يخلص إليه من الصباة إليه أحد ثم لا يزال في رنق من العيش حتى تأتيه المنون وأشار بذلك العاص بن وائل وأمية وأبى ابنا خلف فقال قائل كلاما هذا لكم برأي ولئن صنعتم ذلك ليتنمرن له الحدب الحميم والمولى والحليف ثم لتأتين المواسم في الأشهر الحرم بالأمن فليستنزعن من أنشوطتكم قولوا قولكم فقال عتبة وشيبة وشركهما أبو سفيان قالوا فإنا نرى ان نرحل له بعيرا صعبا ونوثق محمدا عليه كتافا وشدا ثم نخز البعير بأطراف الرماح فيوشك ان يقطعه إربا إربا فقال صاحب رأيهم انكم لم تصنعوا بقولكم هذا شيئا أرأيتم ان خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاويق فاخذ بقلوبهم بسحره وبيانه وطلاقة لسانه فصبا القوم إليه واستجابت له القبائل فسار إليكم فأهلككم قولوا قولكم فقال أبو جهل لكن أرى ان تعمدوا إلى قبائلكم العشر فتندبوا من كل قبيلة منها رجلا نجدا وتبيتوا ابن أبي كبشة فيذهب دمه في قبائل قريش جميعا فلا يستطيع قومه محاربة الناس فيرضون حينئذ بالعقل فقال صاحب رأيهم أصبت يا أبا الحكم.
قلت وقد ورد ان هذا الرأي أشار به إبليس وجاءهم في زي رجل من نجد قال فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله بما كان من كيدهم وتلا عليه جبرئيل " ع " (وإذ