وقائل بمحبته وولائه وشهد معه حروبه كلها وكان مع الحسن " ع " ونقم عليه صلحه لمعاوية وكان طالبي الرأي مخلصا في اعتقاده ووده.
وقال إبراهيم بن سعد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات كان قيس بن سعد من شيعة على " ع " مناصحا له ولولده ولم يزل على ذلك إلى أن مات وقد ذكرنا في ترجمة أبيه أنه بلغ من إخلاصه أنه حلف ان لا يكلم أباه ابدا لدعوته الخلافة.
وقال إبراهيم لما ولى أمير المؤمنين " ع " الخلافة قال لقيس سر إلى مصر فقد وليتكها واخرج إلى ظاهر المدينة واجمع أثقالك ومن أحببت ان يصحبك حتى تأتى مصر ومعك جند فان ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك فإذا أنت قدمتها إن شاء الله تعالى فاحسن إلى المحسن واشتد على المريب وارفق على العامة والخاصة فالرفق يمن فقال قيس رحمك الله يا أمير المؤمنين قد فهمت ما ذكرت فاما الجند فإني أدعه لك فإذا احتجت إليهم كانوا قريبا منك وان أردت بعثتهم إلى وجه من وجوهك كانوا لك عدة ولكي أسير إلى مصر بنفسي وأهل بيتي واما ما أوصيتني به من الرفق والاحسان فالله تعالى هو المستعان على ذلك، فخرج قيس في سبعة نفر من أهل بيته حتى دخل مصر فصعد المنبر وأمر بكتاب معه فقرأ على الناس فيه من عبد الله أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو اما بعد فان الله بحسن صنعه وقدره وتدبيره أختار الإسلام دينا لنفسه وملائكته ورسله وبعث به أنبيائه إلى عباده فكان مما أكرم الله عز وجل به هذه الأمة وخصهم به من الفضل ان بعث محمدا إليهم فعلمهم الكتاب والحكم والسنة والفرائض وأدبهم لكيما يهتدوا وجمعهم لكيما لا يتفرقوا وزكاهم لكيما يتطهروا فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله إليه فعليه صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا أميرين منهم أحسنا السيرة ثم توفيا فولى من بعدهما وال أحدث احداثا فوجدت الأمة عليه مقالا فقالوا ثم نقموا فتغيروا ثم جاؤني فبايعوني وانا استهدى الله