ان يتكلم ويمهد لأبي بكر وقال خشيت ان يقصر أبو بكر عن بعض الكلام فلما يئس عمر كفه أبو بكر فقال على رسلك فستكفى الكلام ثم تكلم بعد كلامي بما بدا لك فتشهد أبو بكر ثم قال جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالهدى ودين الحق فدعا إلى الإسلام فاخذ الله بقلوبنا ونواصينا إلى ما دعانا إليه وكنا معاشر المهاجرين أول الناس إسلاما والناس لنا في ذلك تبع ونحن عشيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وأوسط العرب أنسابا ليس من قبيلة من قبائل العرب إلا ولقريش فيها ولادة وأنتم أنصار الله الذين آويتم ونصرتم رسول الله ثم أنتم وزراء رسول الله وإخواننا في كتاب الله وشركاؤنا في الدين وفيما كنا فيه من خير فأنتم أحب الناس إلينا وأكرمهم علينا وأحق الناس بالرضا بقضاء الله والتسليم إلى ما ساق الله إلى إخوانكم من المهاجرين وأحق الناس ان لا تحسدوهم فأنتم المؤثرون على أنفسهم حين الخصاصة وأحق الناس ان لا يكون انتقاض هذا الدين واختلاطه على أيديكم وأنا أدعوكم إلى أبى عبيدة وعمر فكلاهما قد رضيت لهذا الامر وكلاهما نراه له أهلا فقال عمر وأبو عبيدة ما ينبغي لأحد من الناس ان يكون فوقك أنت صاحب الغار وثاني اثنين وأمرك رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة فأنت أحق الناس بهذا الأمر فقال الأنصار والله ما نحسدكم على خير ساقه الله إليكم ولا أحد أحب إلينا ولا أرضى عندنا منكم نشفق فيما بعد هذا ليوم ونحذر ان يغلب على هذا الامر من ليس منا ولا منكم فلو جعلتم اليوم رجلا منكم بايعنا ورضينا على أنه إذا هلك اخترنا واحدا من الأنصار فإذا هلك كان آخر من المهاجرين ابدا ما بقيت هذه الأمة كان ذلك أجدر أيعدل في الله محمد صلى الله عليه وآله فيشفق الأنصاري ان يزيغ فيقبض عليه القرشي ويشفق القرشي ان يزيغ فيقبض عليه الأنصاري فقام أبو بكر فقال إن رسول الله لما بعث عظم على العرب ان يتركوا دين آبائهم فخالفوه وشاقوه وخص الله المهاجرين الأولين بتصديقه والايمان به والمواساة والصبر معه على شدة أذى قومه فلم يستوحش الكثرة عدوهم فهم أول من عبد الله في
(٣٣١)