قيسا من مصر قال على " ع " والله انى غير مصدق بهذا على قيس فقال عبد الله اعزله يا أمير المؤمنين فان كان ما قد قيل حقا فلا يعتزل لك ان عزلته قال وانهم لكذلك إذ جاءهم كتاب من قيس بن سعد فيه: اما بعد فإني أخبرك يا أمير المؤمنين أكرمك الله وأعزك ان قبلي رجالا معتزلين سألوني ان اكف عنهم وادعهم على حالهم حتى يستقيم أمر الناس فترى ويرون وقد رأيت أن اكف عنهم ولا أعجل بحربهم وان أتألفهم فيما بين ذلك لعل الله ان يقبل بقلوبهم ويفرقهم عن ضلالتهم إن شاء الله والسلام. فقال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين إنك ان أطمعته في تركهم واعتزالهم استشرى الامر وتفاقمت وقعد عن بيعتك كثير ممن تريده على الدخول فيها ولكن مره بقتالهم فكتب إليه: اما بعد فسر إلى القوم الذين ذكرت فان دخلوا فيما دخل فيه المسلمون وإلا فناجزهم والسلام قال فلما أتى هذا الكتاب قيسا فقرأه لم يتمالك ان كتب إلى على " ع " اما بعد يا أمير المؤمنين فالعجب لك تأمرني بقتال قوم كافين عنك لم يهدوا يدا للفتنة ولا أرصدوا لها فأطعني يا أمير المؤمنين وكف عنهم فان الرأي تركهم والسلام فلما اتاه هذا الكتاب قال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين أبعث محمدا بن أبي بكر يكفيك أمرها وأعزل قيسا فوالله لبلغني ان قيسا يقول إن سلطانا لا يتم الا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء والله ما أحب ان لي سلطان الشام مع سلطان مصر وإني قتلت بن مخلد وكان عبد الله بن جعفر أخا محمد بن أبي بكر لأمه وكان يحب ان يكون له إمرة وسلطان فاستعمل على " ع " محمد بن أبي بكر على مصر لمحبته له ولهوى عبد الله بن جعفر أخيه فيه وكتب معه كتابا إلى أهل مصر فسار حتى قدمها فقال له قيس ما بال أمير المؤمنين ما غيره أدخل أحد بيني وبينه قال لا وهذا السلطان سلطانك وكان بينهما نسب كان تحت قيس فرسة بنت أبي قحافة أخت أبى بكر الصديق فكان قيس زوج عمة محمد فقال قيس لا والله لا أقيم معك ساعة واحدة وغضب حين عزله على عنها وخرج منها مقبلا إلى المدينة ولم يمض
(٣٤٠)