عليه فقال اما بعد فنحن الأنصار وكتيبة الاسلام وأنتم يا معشر قريش رهط نبينا صلى الله عليه وآله قد دفنت إلينا دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يغصبونا الامر فلما سكت وكنت قد زودت في نفسي مقالة أقولها بين يدي أبى بكر فلما ذهبت أتكلم قال أبو بكر على رسلك فقام فحمد الله وأثنى عليه فما ترك شيئا كنت زودت في نفسي الا جاء به أو بأحسن منه وقال يا معشر الأنصار انكم لا تذكرون فضلا إلا وأنتم له أهل وان العرب لا تعرف هذا الأمر الا لقريش أوسط العرب دارا ونسبا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين واخذ بيدي وبيد أبى عبيدة ابن الجراح والله ما كرهت من كلامه غيرها ان كنت لأقدم فتضرب عنقي لا يغلبني إلى اثم أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر فلما قضى أبو بكر كلامه قام من الأنصار رجل فقال انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير وارتفعت الأصوات واللغط فلما خفت الاختلاف قلت لأبي بكر ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه الناس ثم نزونا على سعد بن عبادة فقال قائلهم قتلتم سعدا فقلت اقتلوه قتله الله.
وروى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة قال أخبرني أحمد بن إسحاق قال حدثنا أحمد بن سيار قال حدثنا سعيد بن كثير زعفير الأنصاري ان النبي صلى الله عليه وآله لما قبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بنى ساعدة فقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد قبض فقال سعد بن عبادة لابنه قيس أو لبعض بنيه إني لا أستطيع ان أسمع الناس كلامي لمرضى ولكن تلق منى قولي فأسمعهم فكان سعد يتكلم ويستمع ابنه فيرفع به صوته ليسمع قومه فكان من قوله بعد حمد الله والثناء عليه ان قال إن لكم سابقة إلى الدين وفضيلة إلى الإسلام ليست لقبيلة من العرب ان رسول الله صلى الله عليه وآله لبث في قومه بضع عشرة سنة يدعوهم إلى عبادة الرحمان وخلع الأوثان فما آمن به الا قليل والله ما كانوا ان يمنعوا رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يعزوا دينه ولا يدفعوا ضيما عراه حتى أراد الله بكم خيرا لفضيلة وساق إليكم