العثمانية، وانا نؤثركم على أنفسنا ان أردتم نشره وإشاعته، وانا أتولى لكم نسخه على الأصل ومقابلته بالنسخة الثانية، فلبينا دعوته وكتبت إليه ان ينسخ لنا الكتاب حتى نسخ وقوبل على الأصلين ثم أرسله إلينا جزاه الله عنا جزاء الأبرار المحسنين وغفر له ورفع درجاته عنده في أعلى عليين امين. وكان على هامش النسخة العثمانية فوائد فكلف الناسخ ان ينسخها أيضا عند المقابلة، ثم وجدنا له نسخة أخرى هنا في حيدر آباد في مكتبة الفاضل العلام مولانا المفتى محمد سعيد المدرسي رحمه الله فقابلناه عليها أيضا فوجدتها توافق كثيرا النسخة العثمانية الا انها ناقصة من الأول وفي مواضع منها، فصححه حين مقابلتي له بمقدار الوسع وكتبت على الهامش اختلاف النسختين العثمانية الهندية، وزدت الفوائد التي كانت على هامش الهندية أيضا، وزدت ما بدا لي من الفائدة في بعض المواضع وليس لها رمز.
واما اسم الكتاب فلم يذكر في أصل الأحمدية وكذا في الهندية بل وجدنا زيادة في العثمانية هكذا: وسميته بلوغ السؤال في الأصول، وذكر المصنف في المجلد الرابع من شرح السير الكبير في اخر باب ما يبتلى به الأسير ص 225 طبع دائرة المعارف (وقد استقصينا هذا في تمهيد الفصول في الأصول) وهذا يرشد إلى أن اسم الكتاب تمهيد الفصول دون بلوغ السؤال، فيظهر ان تسميته باسم بلوغ السؤال في الأصول من تصرف بعض ناسخي الكتاب، وحيث لم يشتهر الكتاب بين جمهور أهل العلم على توالى القرون الا باسم (أصول السرخسي) جعلناه عنوان الكتاب دون الاسمين السالف ذكرهما. وللكتاب نسخ عدة في دار الكتب المصرية وخزانات الآستانة لكن لم يتيسر لنا - بكل أسف - ان نقابل نسختنا بتلك النسخ، بيد انا راجعنا نسخ دار الكتب المصرية في مواضع بقينا في حاجة إلى المراجعة فيها.
واما المصنف فهو: الامام الكبير الفقيه الأصولي النظار شمس الأئمة أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي رحمه الله، نسبه إلى سرخس بفتح السين والراء بلد عظيم بخراسان كما يقوله المجد في قاموسه، ولم يضبطها السمعاني في الأنساب ولا ابن الأثير في اللباب. وقال القرشي في أنساب الجواهر: رأيت بخط الشيخ تاج الدين بن مكتوم: والأعرف فيها فتح الراء واسكان الخاء، ويقال أيضا باسكان الراء وفتح الخاء المعجمة، وفى خط ابن مكتوم قال ابن الصلاح: ولما دخلتها سمعت شيخها ومفتيها يذكر