ومن نظائر ذلك قول النجاشي (1) إذا الله عادى أهل لؤم ورقة (2) فعادى أخبرنا بني العجلان رهط ابن مقبل (3) قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل (4) ومعلوم أن الناس يتمدحون بنفي الغدر والظلم عن أنفسهم وهو في هذا الموضع ذم وهجاء فخرج اللفظ مخرج الهجاء فكان معناه انهم أقل من أن يوثق لهم بذمة يغدرون بها وأعجز من أن يظلموا أحدا فكانت دلالة الحال ناقلة لحكم اللفظ إلى ضد مقتضاه وموجبه لو كان وروده (5) مطلقا ومما اعتبر أصحابنا في هذا المعنى من مسائل الفقه قولهم من قامت امرأته لتخرج فقال لها إن خرجت فأنت طالق أنها إن قعدت ثم خرجت بعد ذلك لم يحنث وكذلك لو قال الرجل تغد عندي اليوم فقال إن تغديت فعبدي حشر ان هذا على ذلك الغداء بعينه فان تغدى فعنده بعد ذلك لم يحنث وكذلك لو قال والله إن تغديت اليوم فعبدي حر (6) فصارت اليمين على اليوم لدلالة الحال عليها قال أبو بكر ومما يجب مراعاته من مغالطات الخصوم في هذا الباب احتجاجهم في زعمهم
(٥١)