أصول الفقه بدار الكتب والتي سنشير لها قريبا.
ثم وجدنا السرخسي المتوفي سنة 490 ه أشار في أصوله إلى اطلاعه على بعض نسخ لكتاب الجصاص، وقل عنها بعض الآراء الأصولية للجصاص، ولقد تتبعنا ذلك في القسم التحقيقي وضمناه الهامش.
قال السرخسي بعد أن ذكر تعريف العام للجصاص: " هكذا رأيته في بعض النسخ من كتابه ". (1) وعليه فإن القرن الخامس الهجري كانت توجد فيه بعض النسخ من هذا الكتاب، ويمكننا ان نقول إنه في لفترة ما بين القرن الخامس إلى أوائل القرن الثامن أي في عصر وفاة الشيخ الامام علاء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري المتوفي سنة ثلاثين وسبعمائة (2) فقدت تلك النسخ أو كادت، وإلا فإن البزدوي والبخاري وصدر الشريعة (3) وطبقتهم كانوا أحرص الناس على نسخة من هذا الكتاب، ولكنهم لما لم يجدوا اعتمدوا على نقول السرخسي من كتاب الجصاص.
وفي وسط القرن الثامن الهجري تقريبا وعلى التحديد سنة تسع وأربعين وسبعمائة استنسخ الامام أمير كاتب بن أمير عمر الفارابي في دمشق نسخة من هذا الكتاب عثر عليها مكتوبة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، كما سنشير لها في الكلام على نسخ الكتاب.
ولعل النسخ بدأت في الظهور من أوائل القرن الثاني عشر الهجري، ففي ذلك العصر إشارة لوجود نسخة من هذا الكتاب وردت على الورقة الأولى من شرح مختصر الطحاوي لامام الرازي تفيد أن الشيخ جار الله قد حاز نسخة من هذا الكتاب قال:... وله كتاب في أصول الفقه انتفعت به والحمد لله، كتبه أبو عبد الله ولي الدين جار الله سنة أحدي وأربعين ومائة ألف. (4) ووجدنا بعد ذلك في القرن الثالث عشر الهجري نسخة أخرى عند الإمام محمد بن علي الشوكاني (5) يشير لها في كتابه إرشاد الفحول، والشوكاني مشهور بكثرة النسخ الأصولية وغيرها مما كان يجوز في مكتبته وذلك واضح مما ضمنه كتابه إرشاد الفحول.
وهذه آخر إشارة مما وقفنا عليه فيمن حاز نسخة من هذا الكتاب ولم تصل إلينا.