كان لمؤلفات الجصاص من شروح ومختصرات وكتب أثر في إبراز معالم كتابه هذا، فقد أكتسبه هذه المؤلفات ثروة فقهية، ودراية واسعة بدقائق فروع الفقه الحنفي، مما ساعده كثيرا على تأصيل المذهب في كل مسألة يذكرها مستطرا في الفروع والنظائر محيلا على كتبه لمن أراد الزيادة، وهذه الثروة الفقهية في الفروع تتطلبها أصول الحنفية، كما سنبين ذلك.
ج - الكتب الأصولية وغيره الموجودة في عصره:
لقد كان للمؤلفات الأصولية وغيرها الموجودة في عصره عموما ومؤلفات أصحابه خصوصا أثر بليغ في تكوين كتابه.
فإنه ينقل عن كتاب محمد بن الحسن الشيباني " الجامع الكبير " (1) بعض الوقفات الأصولية، وقد تأثر الجصاص بهذا الكتاب فشرحه على الجامع الكبير:
وكنت أقرأ بعض مسائل من الجامع الكبير على بعض المبرزين في النحو (يعني أبا علي الفارسي) فكان يتعجب من تغلغل واضح هذا الكتاب في النحو. (2) وقد نقل عنه في الجانب الأصولي مطلبا في باب الكلام الخارج عن سبب، مستشهدا بكلام أبي الحسن الشيباني في أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ويشير إلى كتاب شيخه عبد الباقي بن قانع في الطبقات، فيقول: " وحدثنا بذلك عبد الباقي بن قانع في كتاب المشهور الذي ألفه في الطبقات ".
وينقل عن محمد بن شجاع الثلجي فيقول: وقد كان محمد بن شجاع يذهب هذا المذهب أيضا، وقد ذكره في بعض كتبه.
وينقل عن أبي عبيد في كتابه " غريب الحديث ". فيقول: قال أبو عبيد في غريب الحديث. (3) وأكثر من تأثر به ونقل عنه في الجوانب الأصولية بعد شيخه الكرخي عيسى بن أبان، فيبدو أنه اطلع على كتبه وأخذ منها بعض الجوانب الأصولية، فانظره يقول: " وقد ذكر أبو موسى عيسى بن ابان هذا المعني في كتابه في الرد على بشر المريسي والشافعي في