صلى قيل إن فائدة دخول حرف (1) الكل والجميع إنه يمنع التخصيص وينفي أن يكون هناك دليل عليه واما قولهم إن كل ما حسن (2) معه الاستفهام فالاحتمال قائم فيه لا معنى له لأن اللفظ المطلق الذي يمكن استعماله على ظاهره إذا صدر عن (3) الحكيم الذي يصنع الأشياء مواضعها لم يحسن استفهامه وإنما يحسن ذلك فيمن يظن به الغلط ووضع الكلام في غير موضعه فيقال له أحقا ما تقول أنت صدوق في ذلك ونحو هذا من القول فأما الحكيم الذي يضع الأشياء في مواضعها فلا يجوز هذا المعنى في كلامه ويقبح استفهامه وقد يحسن الاستفهام على وجه آخر وهو أن يجوز السامع على نفسه الغلط فيما سبق إلى سمعه فيستفهم المخاطب له ليعلم أن (4) ما سبق إلى سمعه كان صحيحا على ما سمعه ألا ترى أن الاستفهام قد (5) يحسن من مثل هذا في الأعداد المعلومة التي لا تشكل مقاديرها على سامعها مثل أن تقول خذ هذه الألف درهم (6) فيقول (7) أتعطيني (8) الألف كلها فأما إذا كان المخاطب حكيما والسامع واعيا لما خوطب به واللفظ ظاهر المعنى فالاستفهام غير سائغ في مثله فإن قيل لولا جواز الاستفهام (9) في لفظ العموم لما ساغ لقوم موسى عليه السلام حين أمرهم الله تعالى بذبح بقرة فقالوا لنا ربك يبين لنا ما هي (10) فدل ذلك على جواز الوقوف في لفظ العموم وحسن الاستفهام معه
(١٢٤)