واحد من البديهيات الأولية وإن كانا مختلفين رتبة ولا يعقل الحكم بالجواز فإذن دعوى إن استحالة اجتماع الضدين في زمان واحد مشروطة بوحدة رتبتهما أيضا مخالفة للبداهة.
فالنتيجة أن هذا التفسير لاستحالة اجتماع الضدين غير معقول.
وأما التفسير الثاني فهو إنما يصح إذا كانت النسبة بين وحدة الزمان ووحدة الرتبة عموما من وجه ولكن الأمر ليس كذلك فإن النسبة بينهما عموم مطلق لأن وحدة الزمان أعم من وحدة الرتبة فوحدة الرتبة بين شيئين تستلزم وحدة الزمان بينهما ولا يعقل أن يكونا متحدين رتبة ومختلفين زمانا وأما العكس فهو ممكن وإن شئت قلت أن الضدين كالسواد والبياض مثلا يستحيل اجتماعهما في زمان واحد وموضوع فارد وإن كانا مختلفين رتبة ولكن لا يمكن القول باستحالة اجتماعهما في رتبة واحدة وإن كانا مختلفين زمانا بداهة أنهما إذا كانا مختلفين زمانا فلا إشكال في إمكان وجودهما معا في الخارج ولا أثر لافتراض اتحادهما رتبة في عالم الرتب فرضا فإذن اشتراط وحدة الرتبة زائدا على اشتراط وحدة الزمان في استحالة اجتماع الضدين لغو محض لأن وحدة الرتبة لا تنفك عن وحدة الزمان ولا يعقل انفكاكها عنها.
إلى هنا قد وصلنا إلى هذه النتيجة وهي أنه لا موضوع لاجتماع الضدين أو النقيضين في عالم الرتب وهو عالم التحليل العقلي إذ لا وجود للضد في هذا العالم حتى يقال باستحالة اجتماعه مع السواد فيه لوضوح أن الأضداد من الموجودات الزمانية لأنها إما موجودة في عالم الزمان وهو عالم الوجود الخارجي أو معدومة فيه فعلى الأول يستحيل اجتماعهما في موضوع واحد وزمان فارد.
وعلى الثاني فلا موضوع للاستحالة وكذلك الحال في الأمور المتناقضة