قلت: ذلك لينتفع به من حسنت سريرته وطابت طينته لتكمل به نفسه ويخلص مع ربه انسه ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، قال الله تبارك وتعالى: فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين، وليكون حجة على من
____________________
والجواب عن الايرادين الأولين: ان العنوان المنطبق على الفعل المتجرى به الموجب لصحة العقاب عليه ليس هو عنوان كونه مقطوعا به، بل هو لان ما اتى به مصداق عنوان الهتك والطغيان على المولى، ومن الواضح ان المتجري قد اتى بالفعل مع التفاته إلى أن فعله هتك لحرمة المولى وطغيان عليه، فينطبق على فعله عنوان الظلم الموجب لصحة العقاب على نفس الفعل، وليس هذا العنوان مغفولا عنه بل هو ملتفت اليه دائما، وبهذا يرتفع الايرادان الأول والثاني، لأنهما انما يردان حيث يكون العنوان عنوان كونه مقطوعا به.
والجواب عن الثالث: انه قد صدر من المتجري فعل اختياري لوضوح انه قد صدر منه شرب باختياره، غاية الأمر انه أخطأ في تطبيق عنوانه والخطأ في التطبيق لا يرفع الاختيارية، لان اختيارية الفعل هي كون الفاعل يحرك عضلاته نحو الفعل باختياره لا بقسر قاسر يقسره على الفعل ولا ان يكون فاعلا بالطبع كحركة الجسم النامي في نموه، ومن الواضح ان فعل المتجري لم يكن لقسر قاسر وليست حركة طبيعية له، فلابد وأن تكون حركة اختيارية.
ولو تنزلنا فقلنا إن هذا النوع من فعل المتجري من الافعال القسرية غير الاختيارية، فالالتزام بالتفصيل في فعل المتجري وعدم العقاب على هذا النوع من التجري أهون من الالتزام بما ينافي ما هو من ضروريات مذهب الإمامية ولابد من تأويل ما دلالته من الآيات والروايات على ذلك.
والجواب عن الثالث: انه قد صدر من المتجري فعل اختياري لوضوح انه قد صدر منه شرب باختياره، غاية الأمر انه أخطأ في تطبيق عنوانه والخطأ في التطبيق لا يرفع الاختيارية، لان اختيارية الفعل هي كون الفاعل يحرك عضلاته نحو الفعل باختياره لا بقسر قاسر يقسره على الفعل ولا ان يكون فاعلا بالطبع كحركة الجسم النامي في نموه، ومن الواضح ان فعل المتجري لم يكن لقسر قاسر وليست حركة طبيعية له، فلابد وأن تكون حركة اختيارية.
ولو تنزلنا فقلنا إن هذا النوع من فعل المتجري من الافعال القسرية غير الاختيارية، فالالتزام بالتفصيل في فعل المتجري وعدم العقاب على هذا النوع من التجري أهون من الالتزام بما ينافي ما هو من ضروريات مذهب الإمامية ولابد من تأويل ما دلالته من الآيات والروايات على ذلك.