إلى تخويف المشركين فكان المقصود من هذه الآية هو التنبيه على الجواب عما ذكره الله تعالى قبل هذه الآية وهو قوله تعالى: * (ويخوفونك بالذين من دونه) * وقرئ: * (كاشفات ضره) * و * (ممسكات رحمته) * (الزمر: 38) بالتنوين على الأصل وبالإضافة للتخفيف، فإن قيل كيف قوله: * (كاشفات) * و * (ممسكات) * على التأنيث بعد قوله: * (ويخوفونك بالذين من دونه) *؟ قلنا المقصود التنبيه على كمال ضعفها فإن الأنوثة مظنة الضعف ولأنهم كانوا يصفونها بالتأنيث ويقولون اللات والعزى ومناة، ولما أورد الله عليهم هذه الحجة التي لا دفع لها قال بعده على وجه التهديد: * (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم) * أي أنتم تعتقدون في أنفسكم أنكم في نهاية القوة والشدة فاجتهدوا في أنواع مكركم وكيدكم، فإني عامل أيضا في تقرير ديني * (فسوف تعلمون) * أن العذاب والخزي يصيبني أو يصيبكم والمقصود منه التخويف.
* (إنآ أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ومآ أنت عليهم بوكيل * الله يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الاخرى إلى أجل مسمى إن فى ذلك لايات لقوم يتفكرون * أم اتخذوا من دون الله شفعآء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون * قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم إليه ترجعون) *.
في الآية مسائل:
المسألة الأولى: اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعظم عليه إصرارهم على الكفر كما قال: * (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا) * (الكهف: 6) وقال: * (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) * (الشعراء: 3) وقال تعالى: * (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) * (فاطر: 8) فلما أطنب الله تعالى في هذه الآية في فساد مذاهب المشركين تارة بالدلائل والبينات وتارة بضرب الأمثال وتارة بذكر الوعد والوعيد أردفه بكلام يزيل