من الغرق ومن الذي يغرق فأزال الله تعالى عنه الكرب العظيم بأن خلصه من جميع ذلك وخلص جميع من آمن به معه.
أما قوله تعالى: * (ونصرناه من القوم) * فقراءة أبي بن كعب ونصرناه على القوم ثم قال المبرد: تقديره ونصرناه من مكروه القوم، وقال تعالى: * (فمن ينصرنا من بأس الله) * (غافر: 29) أي يعصمنا من عذابه، قال أبو عبيدة: من بمعنى على. وقال صاحب " الكشاف ": إنه نصر الذي مطاوعه انتصر وسمعت هذليا يدعو على سارق: اللهم انصرهم منه، أي اجعلهم منتصرين منه. أما قوله تعالى: * (إنهم كانوا قوم سوء) * فالمعنى أنهم كانوا قوم سوء لأجل ردهم عليه وتكذيبهم له فأغرقناهم أجمعين، فبين ذلك الوجه الذي به خلصه منهم. (القصة الخامسة، قصة داود وسليمان عليهما السلام) * قوله تعالى * (وداوود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين * ففهمناها سليمان وكلا ءاتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين * وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون * ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره إلى الارض التى باركنا فيها وكنا بكل شىء عالمين * ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين) * اعلم أن قوله تعالى: وداود وسليمان وأيوب وزكريا وذا النون، كله نسق على ما تقدم من قوله: * (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل) * (الأنبياء: 51) ومن قوله: * (ولوطا آتيناه حكما وعلما) * (الأنبياء: 74) واعلم أن المقصود ذكر نعم الله تعالى على داود وسليمان فذكر أولا النعمة المشتركة بينهما، ثم ذكر ما يختص به كل