منهم في حق المؤمنين، والرسول عليه السلام داخل في المؤمنين، وكذا قوله تعالى: * (إن الله وملائكته يصلون على النبي) * (الأحزاب: 56).
قوله تعالى * (قل إنمآ يوحى إلى أنمآ إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون * فإن تولوا فقل ءاذنتكم على سوآء وإن أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون * إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون * وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين * قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون) * اعلم أنه تعالى لما أورد على الكفار الحجج في أن لا إله سواه من الوجوه التي تقدم ذكرها، وبين أنه أرسل رسوله رحمة للعالمين، أتبع ذلك بما يكون إعذارا وإنذارا في مجاهدتهم والإقدام عليهم، فقال: * (قل إنما يوحى إلي) * وفيه مسائل:
المسألة الأولى: قال صاحب " الكشاف ": إنما يقصر الحكم على شيء أو يقصر الشيء على حكم، كقولك إنما زيد قائم أو إنما يقوم زيد، وقد اجتمع المثالان في هذه الآية. لأن: * (إنما يوحى إلي) * مع فاعله بمنزلة إنما يقوم زيد: * (وأنما إلهكم إله واحد) * بمنزلة إنما زيد قائم، وفائدة اجتماعهما الدلالة على أن الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصور على إثبات وحدانية الله تعالى وفي قوله؛ * (فهل أنتم مسلمون) * أن الوحي الوارد على هذا السنن يوجب أن تخلصوا التوحيد له وأن تتخلصوا من نسبة الأنداد، وفيه أنه يجوز إثبات التوحيد بالسمع. فإن قيل: لو دلت إنما على الحصر لزم أن يقال: إنه لم يوح إلى الرسول شيء إلا التوحيد ومعلوم أن ذلك فاسد، قلنا: المقصود منه المبالغة، أما قوله: * (فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء) * فقال صاحب " الكشاف ": آذن منقول من أذن إذا علم ولكنه كثر استعماله في الجري مجرى الإنذار، ومنه قوله: * (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) * (البقرة: 279) إذا عرفت هذا فنقول: المفسرون ذكروا فيه وجوها. أحدها: قال أبو مسلم: الإيذان على