واحد، فلما وقعوا في العذاب مرة أخرى، تمنوا زمان الموت الذي هو زمان الخلاص لما نالهم من هول العذاب.
المسألة الثالثة: الأكثرون على أن قوله: * (إن لبثتم إلا عشرا) * أي عشرة أيام، فيكون قول من قال: * (إن لبثتم إلا يوما) * أقل وقال مقاتل: * (إن لبثتم إلا عشرا) * أي عشر ساعات كقوله: * (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) * (النازعات: 46) وعلى هذا التقدير يكون اليوم أكثر، والله أعلم واعلم أنه سبحانه وتعالى بين بهذا القول أعظم ما نالهم من الحيرة التي دفعوا عندها إلى هذا الجنس من التخافت.
قوله تعالى * (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا أمتا * يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا * يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما * وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلما * ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما) * اعلم أنه تعالى لما وصف أمر يوم القيامة حكى سؤال من لم يؤمن بالحشر فقال: * (ويسألونك عن الجبال) * وفي تقرير هذا السؤال وجوه. أحدها: أن قوله: * (يتخافتون) * (طه: 103) وصف من الله تعالى لكل المجرمين بذلك، فكأنهم قالوا: كيف يصح ذلك والجبال حائلة ومانعة من هذا التخافت