كخلفهم فوجب صدقهم في ذلك قيل لهم: فما بال البراهمة والمجوس وأهل الإلحاد والتنجيم والفلاسفة لا يعلمون ذلك ويجحدونه وينكرونه؟ فإن قالوا هم يعلمون ذلك ولكنهم يكابرون قيل لهم: فكذلك المسلمون قد أخبروا اليوم وهم أهل تواتر أنهم أخذوا النقل عن سلف كخلفهم ومن آحاد نقلوا بحضرة من هو كخلفهم وادعوا حضورهم وسلموا نقلهم فوجب صدقهم وأنتم وكل واحد تعلمون ذلك ولكنكم تجحدون وتعاندون ولا جواب عن ذلك.
فإن قالوا: ليس تنكر البراهمة والمجوس والفلاسفة والملحدة ظهور هذه الأمور على يد موسى وإنما يدعون أنها حيل ومخاريق قيل لهم: ليس كذلك كما تقولون لأنهم جميعا ينكرون فلق البحر وخروج اليد بيضاء ونبع الماء من الصخرة جملة وإنما يستضعفون بعض من يسلمون له ذلك جدلا طمعا في انتهاز فرصته وإظهار عجزه من كل وجه. وقيل لهم وكذلك أنتم لا تنكرون إذا خلوتم بأنفسكم أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم أتى بهذه المعجزات الخارقة للعادة وإنما تظنون أنها حيل ومخاريق فإن قالوا لسنا نقول ذلك قيل لهم: وكذلك البراهمة والمجوس وأهل الإلحاد لا يقرون بوجود شيء مما تدعونه لموسى عليه السلام ولا جواب عن ذلك.
وقد زعم كثير من اليهود أن من شرط الخبر الموجب للعلم القاطع للعذر أن تكون الناقلة لا يحصرهم عدد ولا يحويهم بلد ولا يجوز