فصل واختلف الناس في الاسم: هل هو المسمى نفسه أو صفة توجد به أو قول غير المسمى. والذي يذهب إليه أهل الحق أن الاسم هو المسمى نفسه أو صفة متعلقة به وأنه غير التسمية. وزعمت المعتزلة مع سائر من وافقها من أهل الأهواء والبدع أن الاسم غير المسمى وأنه قول المسمى وتسميته لما سماه.
والذي يدل على صحة ما قلناه أن أهل اللغة الذين هم العمدة قد صرحوا بذلك وقالوا إن الاسم هو المسمى نفسه. وبذلك كان يقول أبو عبيدة وغيره من أهل اللغة. وأنشد أبو عبيدة في ذلك قول لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر قالوا: وإنما أراد باسم السلام السلام نفسه. فكيف يكون الاسم هو التسمية التي هي قول المسمي وهم قد جعلوا نفس المسمى وإن كان شخصا أو عرضا هو الاسم وليس لقول من قال: إن لبيدا إنما أراد بقوله ثم اسم السلام عليكما: ثم اسم الله عليكما وإن السلام اسم من