من نقل هذه الأعلام شيئا ولا معرفة بكثير منها وإنما نطالبهم بالدخول في الدين بعد قيام الحجة فقط.
ثم يقال لهم: أليس موسى عليه السلام كان من دينه وشريعته أن يقتل من ارتد عن دينه وفارق ملته بعد الدخول فيها فإذا قالوا: نعم قيل لهم فما أنكرتم أن تكونوا محمولين على نقل أعلام موسى عليه السلام بالسيف وأن يكون أسلافكم الذين كانت منهم المنة والرئاسة إنما دخلوا في دين موسى رغبة وحبا لأسباب الدنيا والترأس فيها وضمن لهم ذلك فلما دخلوا في الدين لم يمكنهم الخروج منه خوفا من القتل فصاروا محمولين على النقل؟ فإن قالوا: لم يكن أسلافنا يحملون الناس على الدخول في الدين وإن حملوهم على المقام عليه بعد الدخول فيه فلم يكونوا لذلك محمولين قيل لهم وكذلك نحن لا نقتل من دخل في ديننا إذا لم ينقل أعلام نبينا ولا نقتل أيضا من أدى الجزية وأقام على دينه ولم يدخل في ديننا إذا لم ينقل أعلام نبينا أو كان من أهل العهد والصلح فلم يجز أن يكونوا محمولين على نقل أعلام نبينا عليه السلام. ويقال لهم أيضا: فيجب صحة نقل أعلام محمد بنقل العيسوية وهم أمة عظيمة لأنها لم تحمل على ذلك بالسيف وكذلك يجب صحة نقل أعلام المسيح عليه السلام لنقلهم ونقل العيسوية لها وهم غير محمولين على النقل بالسيف فإن قالوا النصارى محمولة على النقل بالسيف قيل لهم: وكذلك أنتم محمولون وقيل لهم: فالعيسوية غير محمولة على نقل أعلام