موضوعكم ألا يكون القديم سبحانه شيئا ولا فاعلا ولا عالما حيا قادرا لأن ذلك يوجب أن يكون من جنس الأشياء المعقولة لأن الشيء في الشاهد والوجود لا ينفك من أن يكون جسما أو جوهرا أو عرضا والحي العالم القادر لا يكون إلا جسما وجواهر مجتمعة والفاعل منا لا يفعل إلا في نفسه أو في غيره بسبب يحدثه في نفسه فإن لم يجب هذا أجمع سقط ما تعلقتم به.
قول آخر لهم واستدلوا أيضا على منع إرسال الرسل بأن قالوا لم نجد وجها من قبله يصح تلقي الرسالة عن الخالق جل ذكره وذلك أنه ليس ممن يدرك بالأبصار ويشاهد بالحواس فيتولى مخاطبة الرسول بنفسه من حيث يراه ويعلمه مخاطبا له حسب الرائيين أحدهما للآخر وإنما يدعي الرسول العلم بالرسالة من جهة صوت يسمعه أو كتاب يقع 15 إليه أو سماع شخص ماثل بين يذكر أنه بعض ملائكة ربه قالوا وذلك كالذي ادعاه موسى بن عمران من أن الله تعالى كلمه وتولى خطابه بلا واسطة ولا ترجمان قالوا ولم يدع مع ذلك رؤية ربه سبحانه وإنما أخبر عن صوت سمعه فيما يدريه لعل صاحب ذلك الصوت ومكلمه