فإذا قالوا: أجل قيل لهم أفليس قد خلق الله شريرا عصاه ابتداء وكان عندكم بذلك حكيما فلم لا يجوز على هذا أن يبتدئ خلق الشيطان الذي كان منه الشر ويكون بذلك خيرا حكيما فإن راموا فصلا لم يجدوه وإن مروا على ذلك تركوا قولهم وقيل لهم فما أنكرتم أن يخلق الله سائر الشرور ويكون بذلك حكيما.
مسألة أخرى في نقض المجوس وكذلك يسألون فيقال لهم خبرونا عن الشيطان أمحدث هو عندكم أم قديم فإن قالوا قديم تركوا قولهم وإن قالوا محدث قيل لهم أفمن محدث حدث أم لا من محدث فإن قالوا لا من محدث قيل لهم فما أنكرتم من وقوع الحوادث لا من محدث وإن قالوا من محدث قيل لهم ومن محدثه فإن قالوا الله سبحانه ولا بد من ذلك قيل لهم فما أنكرتم أن يحدث الباري سبحانه سائر الشرور ويكون بذلك حكيما غير سفيه ولا فصل في هذا.
ويعارض من قال إن الشيطان حدث من شكة شكها بعض أشخاص النور بقول من قال حدث عن فكرة ويعارض أهل الفكر بأصحاب الشك ويعارض الفريقان بقول أصحاب العقاب.
مسألة في نقض المجوس أيضا ويقال لهم: إذا جاز قدم النور الذي هو الباري فما أنكرتم من قدم الشيطان الذي هو ظلام فإن تعاطوا إقامة الدليل على حدث الظلام بشيء