وجل «ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا» أي يقولون ما خلقت هذا باطلا وقوله تعالى «والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم» أي:
يقولون أخرجوا أنفسكم وقوله تعالى «فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم» أي:
يقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم ومتى لم يقدر هذا الحذف بطل الكلام ومعناه.
ومما يدل على صحة هذا التأويل الذي ذكرناه إضافة الله تعالى السيئة والحسنة اللتين ذكرهما إلى نفسه دون النبي صلى الله عليه وسلم وإخبارهم بأن الحسنة والسيئة نازلتان بهم. ولا يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خالقا لما أضافوه من السيئات والحسنات عند أحد من الأمة ولا أن يكون الله خالقا لحسناتهم التي اكتسبوها عند المعتزلة. فصح بذلك ما قلناه في تأويل الآية.
مسألة فإن قالوا فإذا قلتم إن الله تعالى خلق شتم نفسه وشتم رسله وبغض من أبغض من عباده له ولرسله وسبه لهما فما أنكرتم أن