صحة نقل المسلمين لأعلام محمد صلى الله عليه وسلم لإطباق العيسوية على نقلها وهم أهل ذلة وممن يؤدي الجزية فإن قالوا: عنكم أخذوا هذا النقل وأنتم في الأصل فرقة واحدة قيل لهم: وكذلك المسلمون والنصارى ومحمد وعيسى عليهما السلام إنما أخذوا النقل لأعلام موسى عنكم وأنتم في الأصل طبقة واحدة ونقل الفرقة عندكم لا تقوم به الحجة فبطل نقلكم.
فإن قالوا: قد شهدتم وشهدت النصارى لنا بصحة أعلام موسى وذلك كالبينة على دعوانا ولم نشهد لكم بصحة أعلام نبيكم قيل لهم: وشهاداتنا وشهادة النصارى هي شهادة على شهادتكم وأنتم في الأصل فرقة واحدة وكثرة الشهادات على شهادة واحدة من واحد أو فرقة واحدة ليست بحجة ولا بينة.
ثم يقال لهم: وكذلك قد شهدنا نحن والعيسوية بصحة أعلام عيسى عليه السلام فيجب إثباتها عندكم فإن قالوا شهادتهم على ذلك شهادة على شهادتكم وهي شهادة واحدة في الأصل قيل لهم: مثل ذلك فيما تعلقوا به.
فإن قالوا: إنما وجب القول بثبوت أعلام موسى عليه السلام لأن الناقلة لها لم يحملوا على نقلهم بالسيف ونقلة أعلام محمد عليه السلام محمولون على النقل بالسيف قيل لهم: ولم زعمتم أنا محمولون على النقل للأعلام بالسيف وما دليلكم على ذلك وما أنكرتم أن تكون هذه الدعوى كذبا لأننا لم نحمل أحدا أسلم وأقر بالشهادتين على نقل أعلام نبينا عليه السلام؟ ولو اعترض معترض جمهور الأمة لم نجد عندها