قادر لم ندر لعل ما يظهر من الناس من الكتابة والصياغة وسائر التصرف يظهر منهم وهم موتى جماد عجزه ولم نذر لعل السائل لنا عن هذا السؤال المناظر لنا على تصحيح مذهبه وإبطال قولنا ميت أو موات وهذا تجاهل من راكبه وجحد لما نحن إلى إثباته مضطرون فوجب أن يكون الصانع عالما قادرا حيا.
باب في أن الصانع عالم فإن قال قائل: وما الدليل على صحة ما تذهبون إليه في أنه عالم قيل له: يدل على ذلك وجود الأفعال المحكمات منه لأن الأفعال المحكمات لا تقع منا على ترتيب ونظام كالصياغة والتجارة والكتابة والنساجة إلا من عالم وأفعال الله تعالى أدق وأحكم فكانت أولى بأن تدل على أنه حي عالم.
باب في أن الصانع سميع بصير متكلم فإن قال قائل: فما الدليل على أنه سميع بصير متكلم قيل له: الدليل على ذلك أنه قد ثبت أنه حي بما وصفناه والحي يصح أن يكون متكلما سميعا بصيرا ومتى عري من هذه الأوصاف مع صحة وصفه بها فلا بد من أن يكون موصوفا بأضدادها من الخرس والسكوت والعمى والصمم وكل هذه الأمور آفات قد اتفق على أنها تدل على حدث الموصوف بها فلم يجز وصف القديم بشيء منها فوجب أن يكون سميعا بصيرا متكلما.