مسألة فإن قالوا وجدنا كل مريد للقبح والسفه سفيها عابثا. فلو كان الباري تعالى مريدا للسفه لكان عابثا سفيها قيل لهم لم قلتم هذا وما أنكرتم أن يكون مريد السفه منا سفيها إذا كان منهيا عن إرادة السفه والباري تعالى لا يجوز ذلك عليه ولهذا لم يكن الطفل والمجنون سفيهين بإرادتهما للسفه إذا لم يكونا عن فعل الإرادة لذلك منهيين.
ثم يقال لهم فيجب على اعتلالكم أن يكون بإرادته الطاعة والصلاح والتقى مطيعا صالحا تقيا لأننا وإياكم لم نجد مريدا للطاعة إلا طائعا. فإن مروا على ذلك تركوا دينهم وإن أبوه أبطلوا سؤالهم.
وإن قالوا مريد الطاعة منا مطيع لأنه مأمور بفعل إرادة الطاعة والله يتعالى عن ذلك.
قيل لهم ومريد السفه منا سفيه لأنه منهي عن فعل إرادة السفه والله يتعالى عن ذلك.
مسألة فإن قالوا فما معنى ذم الله للكافرين في قوله وقال الذين