بالمعلوم تارة بنفسه وتارة لمعنى يختلف فإذا لم يجز ذلك لم يكن لما قلتموه محصول ولا معنى معقول ولا جواب لهم عن ذلك.
شبهة أخرى فإن قالوا: الدليل على أنه لا علم لله سبحانه أنه لو كان له علم لم يخل من أن يكون مثلا للقديم تعالى أو مخالفا له فإن كان مماثلا له وجب أن يكون ربا إلها عالما قادرا كهو وهذا كفر من قائله وإن كان مخالفا له وجب أن يكون غيرا له وأن يكون معه في القدم غير له وذلك باطل باتفاق فوجب أنه لا علم له يقال لهم لم قلتم إنه لا بد أن يكون علمه إذا ثبت موافقا له أو مخالفا وما أنكرتم أن يكون محالا أن يقال فيما ليس بغيرين إنهما متفقان أو مختلفان كما يستحيل أن يقال إن الباري جل اسمه مثل للأشياء كلها أو مخالف لها كلها وكما يستحيل أن يقال ذلك في الآية من السورة والبيت من القصيدة والجزء من الجملة والواحد من العشرة من حيث استحال أن يكون أحد المذكورين هو الآخر أو غيره فما الذي به تدفعون هذا؟.